[center]
[center]
[center][size=16][size=21][size=25][size=21][size=25]
[b][size=21]الحياةُ ليستْ فقط أن تُعاشَ لأجل العيش، فذا المعنى ليس للإنسان، و إنما تُعاشُ لأسرار العيش،
و أسرار العيش في الحياة تكمن في إدراكِ جمالها و كمالها، لذلك تكونت الحياة من ثلاثيةٍ عميقةِ المعاني
ثلاثية الحياة هي في: القُوى الجسدية، و القُوى الروحية، و القُوى القلبية، كُلٌّ منها مُغذٍّ للآخر، و كلٌّ منها متصِلٌ بصاحبه،
فهي أشبه ما تكون بفريق عملٍ لبناء الحياةِ بناءً متساوياً مستقيماً، بناءً يصنع التوازن ليكون التكامل و التفاضل و التفاعل،
بعد أن يكون بينها التبادُل و التواصل
عندما يهتم الإنسان و يعتني بهذه الثلاثية اعتناءً صحيحاً، موجَّهاً مُرشَّدَاً، سيجد تواليَ الثمارِ عليه منها،
حيثُ سينعَمُ إنعاماً كبيراً في الهناءِ، و ينال الصفاء، و يحظى بالنقاء، و يتهيأ للنماء، على شرْط التواصل و التبادل و التفاعل،
فلا يكون العطاء حين يكونُ التمييزُ تعطيلاً لا تفعيلاً
كلُّ
خللٍ أصابَ أيَّ عملٍ إنما كان لفقدانه إحدى تلك الثلاث، إذ ليست واحدة
منها مستقلة عن أُختيها، و لا يُمكنها أن تقومَ بعملها على وجهٍ تامٍّ دون
وجود الثِنتَيْن معها،
و هذا التفاعلُ و التعاون لا يعني نفيَ الخصوصية، و إنما تفعيلٌ للخصوصياتِ لتصِل إلى مرحلةِ العطاء و الإبداع
كلُّ إنسان يمتلك من القوى لديه ما هو كفيل بتحقيق حاجتين: حاجةُ وجودِه في تنعُّمِهِ بالحياة،
و حاجةِ شهوده في تحقيقه وظيفة عمارة الحياة، وهي حالة التخليد له، فليس لأيٍّ أيّ عذرٍ في إهمال تلك القوى،
ولن تظهرَ لأحدٍ إلا في حالتين: الطلب الصادق لها، أو الاحتياج الكوني إليها منه، فتظهرُ حتماً
القُوى الجسدية لا تؤدي عملها بإتقانٍ ما لم تكنْ القُوى العاطفية حاضرة، فمن لم يُحب ما يريد،
و كذلك مَن لم يَكرَه ما لا يريد، لا يُمكنه أن يقوم بالعمل فيه و عليه، أو له، على وجهٍ صادقٍ مُتقَنٍ،
فإذا كانت القُوى القلبية موجودة فستزيد القوة لكنها لن تُتمَّها، و تتمُّ حينما تحضُر القُوى الروحية،
فالروحُ وهَّابَةُ الإنسانِ قُواه، لذلك كانتْ سراً مجهولاً، و لو عُلِمَ كُنْهُ الروحِ عُدِمَ أثرُها،
فإذا حضرت القُوى الروحية في العمل الجسدي مع القوى القلبية كان العملُ على صورة الإتقان و الإبداع
هذه الحياةُ حينما نراها من العين الكونية، و نقرأ فيها السرَّ الإلهي، نجدها تحمل تلك الأسرار الثلاثة، تلك القوى الثلاثة،
و نجدُ فيها آثاراً من رحمة الخالق الأعظم، و متى كان الإنسان في حياته على هذه الثلاثية كان التميُّزُ حليفه و الإبداع رفيقه
و الهناءُ حاله و كان هو الإنسانُ بمعناه في صورة مبناه لذا فليكن عملُك مدعوماً بقواك الثلاث: قوى الجسد،
و قوى الروح، و قُوى القلب