الكهف - كهفهم
الكهف - كهفهم د. حسام النعيمي - برنامج لمسات بيانية (تفريغ موقع إسلاميات حصريًا) سؤال: لفظة الكهف وردت في سورة الكهف مرة الكهف (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9)) (إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ (10)) ومرة كهفهم (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ (17)) فما الفرق واللمسة البيانية بين الكهف وكهفهم؟ الآية الكريمة في قول الله سبحانه وتعالى (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10) فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11)) ثم تمضي الآيات إلى قوله تعالى (وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا (16)) نجد كلمة الكهف تكررت أربع مرات. حينما نأتي إلى بداية الكلام بشأن السورة نجد أن العلماء يذكرون أن هذا الكلام جاء جواباً عن سؤال المشركون بتوجيه من اليهود سألوا الرسول عليه الصلاة والسلام عن هؤلاء الفتية وسموهم أصحاب الكهف أو أهل الكهف فالكهف ورد في السؤال والمراد الكهف المتعلق له شأن بهؤلاء الفتية. فالآيات الأولى نجد أنها تتحدث عن هذا الكهف الذي ورد السؤال بشأنه (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9)) (إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ (10)) (فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11)) (فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ (16))، متى قال كهفهم؟ لما أضاف في الآية 17 (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ) وفي الآية 25 (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا) هذا صار كهفاً لهم حينما ناموا فيه، قبل أن يناموا فيه كان الكهف لم يكن كهفاً، الآن حينما ناموا فيه والنوم ليس نوماً اعتيادياً وإنما هذه المدة مكث طويل يضاف إلى ذلك إلى أن الله سبحانه وتعالى حماهم من أن يصل إليهم أحد قال (لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18)) ما أحد يقترب منهم، لو نظر إليهم أحد يهرب فإذن هذا مكانهم. لما كان الحديث عن الكهف عموماً كان بالألف واللام (الكهف) الذي سألتم عنه لكن لما ناموا فيه صار منزلاً لهم صار كهفاً لهم كأنما امتلكوه، هذه الإضافة لا نقول هي مثل لام الملك وإنما ما يسمونه لام شبه الملك، يعني هم ما تملّكوه لكن هم أشبه بمن تملّكه باعتبارهم ناموا فيه وحُموا من أن يقتحم عليهم أحد هذا المكان. فلما كانت هذه الصورة نجد أن التعبير صار بـ(كهفهم) (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ) ابثوا هذه المدة في كهفهم، فإذن هذا الفارق بين استعمال الألف واللام لوحدها وبين إضافة الكهف إليهم.الكهف - كهفهم