الفشل الكلوي وكيفية التعامل معه
تابع
بقلم
محمد السنيد
يعتبر الفشل الكلوي من الحالات المنتشرة في جميع المجتمعات، وهو يصيب جميع الفئات العمرية، والكبار من السن أكثر عرضة له.
وهناك ثلاثة أنواع رئيسة للفشل الكلوي هي:
الفشل الكلوي الحاد.
الفشل الكلوي المزمن.
الفشل الكلوي النهائي.
الفشل الكلوي الحاد
وهو عبارة عن قصور مفاجئ في وظائف الكلى يحدث في فترة زمنية قصيرة (أقل من ثلاثة أشهر). وقد يحتاج المريض في هذه المرحلة إلى الغسيل الكلوي، وقد ينتج عنه أحد الاحتمالات الثلاثة التالية:
الشفاء التام، وهو أكثر الاحتمالات حدوثاً.
الشفاء الجزئي، أي حدوث الفشل الكلوي المزمن.
الفشل الكلوي النهائي، وهو أقل الاحتمالات حدوثاً.
ويمكن تقسيم أسباب الفشل الكلوي الحاد إلى ثلاثة أقسام رئيسة:
حالات مرضية قبل الكلى، مثل حالات الجفاف أو انخفاض ضغط الدم الشديد.
حالات مرضية كلوية.
حالات مرضية بعد الكلى، مثل انسداد مجرى البول، بسبب تضخم البروستاتا عند الرجال أو وجود حصوة.
وعلاج الفشل الكلوي الحاد يعتمد على السبب المؤدي للفشل، فلكل سبب طرق معروفة للعلاج، وقد يحتاج المريض في هذه المرحلة إلى الغسيل الكلوي المؤقت.
الفشل الكلوي المزمن
وهو عبارة عن قصور مزمن في وظائف الكلى يمتد الى ثلاثة أشهر فأكثر.
ويقسم الفشل الكلوي المزمن إلى خمس مراحل، بناءً على معدل فلترة حبيبات الكلى للمواد الضارة مثل مادة الكرياتينين في الدم .
ويبلغ معدل الفلترة للشخص السليم في العقد الثالث من العمر 120 - 130 ملليتر/ثانية.
ويبدأ معدل الفلترة في الانخفاض، بعد العقد الثالث من العمر بمعدل ١ ملليتر/ثانية في السنة، وهذا الانخفاض طبيعي بسبب عامل تقدم العمر (السن).
وهناك عدة أسباب للفشل الكلوي المزمن، من أهمها:
مرض سكر الدم.
ارتفاع ضغط الدم.
الإفراط في استخدام بعض أنواع الأدوية المسكنة للآلام وبعض المضادات الحيوية.
أمراض الجهاز المناعي مثل الذئبة الحمراء.
التهاب المسالك البولية المتكررة.
حصوات الكلى.
أمراض وراثية متعددة.
ويكمن علاج الفشل الكلوي المزمن في تحديد السبب وعلاجه إن امكن مع علاج المضاعفات المصاحبة للفشل، مثل حموضة الدم وفقر الدم، واختلال التوازن في معدل أملاح الدم وكذلك في السوائل في الجسم.
وكذلك في إعطاء بعض الأدوية، التي تساعد على إبطاء تطور الفشل من المرحلة الأولى إلى المرحلة الخامسة، لأنه كما هو معلوم فإن الفشل الكلوي المزمن ينتقل من مرحلة إلى أخرى، إلى أن يصل إلى المرحلة الخامسة بسرعات مختلفة.
كما يجدر التنويه إلى أنه يجب تجنب تعرض المريض، في هذه المرحلة، إلى أي علاج قد يضعف وظائف الكلى، فلذلك يجب على المريض عدم أخذ أي علاج قبل استشارة طبيب الكلى.
إن المريض الذي يعاني من الفشل الكلوي المزمن عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، أكثر بكثير من الشخص الذي لا يعاني من الفشل الكلوي المزمن، لذلك يجب اكتشاف أمراض القلب والأوعية الدموية في وقت مبكر وعلاجها بشكل مناسب، قبل أن تؤدي إلى مشاكل صحية كبيرة لا سمح الله عند هذه الفئة من المرضى.
الفشل الكلوي النهائي
وهو عبارة عن قصور شديد مزمن في وظائف الكلى، بحيث لا يستطيع الشخص أن يعيش ما لم يحصل على علاج بديل (تعويضي) عن الكلى.
إن معدلات الإصابة بالفشل الكلوي النهائي في ازدياد مستمر في جميع المجتمعات، على مستوى العالم وذلك يرجع لسببين رئيسيين:
ازدياد معدل الإصابة بمرض سكر الدم.
ارتفاع معدل متوسط الأعمار في المجتمع.
وبحسب التقارير الواردة من المركز السعودي لزراعة الأعضاء عن مرضى الفشل الكلوي النهائي، نجد أن أعداد هذه الفئة من المرضى في ازدياد مستمر.
العلاج
هناك ثلاث طرق رئيسية لعلاج الفشل الكلوي النهائي وهي:
زراعة الكلى الاستباقي.
الغسيل الدموي (التنقية الدموية).
الغسيل البريتوني (التنقية البريتونية).
أولاً: زراعة الكلى الاستباقي وهو أن يلجأ المريض لإجراء عملية زراعة الكلى من شخص متوفى دماغياً أو من شخص حي كما هي الحال في معظم الأوقات، قبل اللجوء لعملية الغسيل الدموي أو البيريتوني.
وتعتبر هذه الطريقة هي الطريقة الفضلى، لأنه بهذه الطريقة قد يتجنب المريض كثيراً من المضاعفات الطبية التي قد تحدث للمريض خلال فترة الغسيل الدموي أو البيريتوني، ومن ثمَّ يعيش الشخص لفترة أطول بإذن الله حياة ذات نوعية ممتازة.
ثانياً: الغسيل الدموي، وهو أن يقوم الشخص بإجراء عملية تنقية الدم من السوائل الزائدة والسموم بواسطة جهاز الغسيل الدموي، وتتم هذه العملية في مراكز الغسيل الدموي حوالي ثلاث مرات أسبوعياً، وتستغرق هذه العملية نحو أربع ساعات في كل مرة. وهذه الطريقة تعتبر الأكثر شيوعاً واستخداماً.
وتوجد الآن بعض البرامج التي تقوم بالتدريب والإشراف على إجراء عملية الغسيل الدموي المنزلي، بحيث يقوم المريض بإجراء عملية الغسيل الدموي لنفسه بالمنزل. وتعتبر هذه الطريقة الأقل انتشاراً على مستوى العالم ولا يوجد مثل هذه البرامج في الدول العربية حتى الآن.
ولإجراء عملية الغسيل الدموي يتطلب وجود توصيلة وعائية (مأخذ وعاء) وذلك لتسهيل انتقال الدم من المريض إلى جهاز غسيل الدم والعكس.
وهناك ثلاثة أنواع رئيسة للتوصيلات الوعائية وهي:
توصيلة وعائية طبيعية، وهي الأفضل والأكثر شيوعاً واستخداماً، وهي عبارة عن إيصال الشريان بالوريد في الذراع لتكوين وصلة وعائية دموية في الوريد القريب من نقطة اتصال الشريان به، بحيث يمكن استخدامها مدة شهرين إلى ثلاثة أشهر من تاريخ إنشائها في معظم الحالات، بحيث يتدفق الدم من خلال هذه التوصيلة بكميات كبيرة، ويمكن أن تتحمل وضع إبر الغسيل الكبيرة نسبياً بسهولة.
توصيلة وعائية صناعية، وهي عبارة عن وضع أنبوب صناعي تحت الجلد لتوصيل الشريان بالوريد. ومن ثمَّ سوف يتدفق الدم بكميات كبيرة خلال هذه الوصلة، ويمكن وضع إبر الغسيل في هذا الأنبوب الصناعي عند إجراء عملية الغسيل من 10 إلى 14 يوماً من تاريخ وضع هذا الأنبوب في معظم الحالات.
القسطرة الوريدية، وهو عبارة عن أنبوب يوضع في أحد الأوردة الرئيسة (الكبيرة) في الجسم، وفي الغالب في منطقة العنق لتسهيل عملية نقل الدم من المريض إلى جهاز الغسيل، والعكس من خلال هذه القسطرة ولا ينصح باللجوء إلى هذا النوع من القسطرة إلا في حالات محدودة، لأنها قد تؤدي إلى التهابات بكتيرية، ولذلك يجب التعامل معها بحذر وعناية فائقة جداً وهي عبارة عن نوعين رئيسيين:
قسطرة وريدية مؤقتة، وتستخدم لمدة 2-4 أسابيع، وهي أكثر عرضة للالتهابات البكتيرية من القسطرة الدائمة.
قسطرة وريدية دائمة، وهي أقل عرضة للالتهابات البكتيرية من القسطرة المؤقتة، وقد تستمر لمدة سنة.
ثالثاً: الغسيل البريتوني، وهو أن يقوم الشخص بإجراء عملية تنقية الدم من السوائل الزائدة والسموم من خلال الغشاء البريتوني الموجود في البطن، وذلك بوضع سوائل مخصصة لمثل هذا النوع من الغسيل داخل البطن وتركها لبعض الوقت ومن ثمَّ استبدالها بسائل آخر جديد، وهكذا خلال اليوم، وذلك عن طريق أنبوب يوضع داخل تجويف البطن وهو من أنواع الغسيل المنزلي.
وهناك نوعان رئيسان من الغسيل البريتوني:
الغسيل البريتوني اليدوي، وهو أن يقوم الشخص بإجراء عملية وضع السائل المخصص واستبداله بسائل آخر جديد كل 4-6 ساعات، وهذا يعني إجراء عملية الغسيل 4-5 مرات في اليوم الواحد وتعمل بشكل يومي.
الغسيل البريتوني بواسطة استخدام جهاز خاص للغسيل البريتوني، وهو بأن توصل سوائل الغسيل بالجهاز ومن ثمَّ يوصل الجهاز بالأنبوب الموصل إلى داخل تجويف البطن، من ثمَّ يقوم الجهاز بعملية إدخال السوائل المخصصة واستبدالها بشكل تلقائي كل حوالي ساعتين لمدة تتراوح بين 8 إلى 10 ساعات في اليوم، وعادة يعمل هذا النوع من الغسيل في فترة نوم المريض بشكل يومي. وفي نهاية عملية استبدال السوائل يضع الجهاز بعض السوائل داخل تجويف البطن ويترك خلال الفترة المتبقية من اليوم وهي 14-16 ساعة، وهذا في معظم الحالات، ومن ثمَّ يفصل المريض نفسه عن الجهاز مرة أخرى في اليوم التالي.
كما تجدر الإشارة إلى أن الغسيل البريتوني هو غسيل منزلي، أي أن يقوم المريض بإجراء هذا النوع من الغسيل في المنزل، وهو مثل الغسيل الدموي من حيث الكفاءة في إجراء عملية تنقية الدم.