تدبير التبول الليلي عند الأطفال
تابع
بقلم
سليم جابر جابر
التبول أثناء النوم، مرض شائع عند الذكور (ضعف الإناث). وهناك نحو 15 في المئة من الأطفال، بعمر خمس سنوات، لديهم سلس ليلي، وتهبط هذه النسبة لتصبح سبعة في المئة، بعمر سبع سنوات، وتصل خمسة في المئة بعمر عشر سنوات، وتتلاشى لتصبح واحد في المئة بعمر البلوغ.
وتبدأ السيطرة على التبول عند الأطفال (الإناث أبكر من الذكور) بحدود عمر سنتين، وتتم اثناء النهار اولاً ثم تكتمل لتصبح سيطرة ليلية ونهارية بعمر أكثر من سنتين عادة، وتتطور هذه العملية لتصبح السيطرة البولية بعمر اربع سنوات.
إن تطور النضج الطبيعي للسيطرة البولية يعتمد على سلامة التشكلات الشبكية الدماغية، والنخاع الشوكي، وعلى نضج عضلة المثانة، واعتدال انتاج البول ليلاً، بفعل الهرمون المضادة للإدرار البولي. ومعروف أن الجنين يكون نائماً بنسبة 60 في المئة، نهاراً (أثناء الحياة الرحمية)، ويتبول بنسبة 40 في المئة اثناء النهار. لأن التبول عملية انعكاسية نخاعية، اذ تكون المعصرة الإحليلية والمثانة تحت السيطرة النخاعية الكاملة.
والوليد، وحتى عمر سنة، يتبول بمعدل 20 مرة في اليوم، وقد يمتد هذا النموذج حتى عمر 2-3 سنوات. وكلما ازداد حجم البول (بكل تبول) كلما نقص تواتر (عدد مرات) التبول.
السيطرة على المعصرات
إن تطور النضج والسيطرة على المعصرات يمر بالمراحل التالية:
السيطرة على التغوط الليلي.
السيطرة على التغوط النهاري.
السيطرة على التبول النهاري.
السيطرة على التبول الليلي.
وكل ذلك يتم عبر المنعكس النخاعي للتبول، ويكتمل في عمر أربع سنوات، عادة.
وقد أكدت الدراسات أن النوم العميق واضطرابات النوم (الأحلام والكوابيس) ليست سبباً للتبول الليلي، إنما هي نتيجة للاضطراب وعدم نضج التشكلات الشبكية المسببة للسلس ايضاً. وتأكد أن المعالجات المقترحة للسلس الليلي تشفي هذه الاضطرابات، أيضاً، مما يؤكد أنها مرافقة للسلس، وليست سبباً له.
وتعني السيطرة البولية تثبيط التقلصات المثانية اللاإرادية، وزيادة سعة المثانة، من جهة، وإنقاص حجم النتاج البولي من جهة اخرى. ومن هنا ظهرت أهمية الهرمون المضاد للإدرار النخامي.
والهرمون المضاد للإدرار يعني ان مرضى السلس الليلي لديهم معدل إنتاج بولي أكبر من أقرانهم الأسوياء، وهذا البول ناقص الحلولية، وهذا فتح الباب واسعاً للبدء بهذه المعالجة الفعالة .. وتأخر التطور الروحي الحركي، وتأخر النضج الهيكلي، من العوامل المسببة والهامة للسلس. ويزيد على ذلك العامل النفسي والاجتماعي، اضافة لوجود قصة عائلية. وهذه العوامل تزيد من احتمال حدوث المرض، حوالي ثلاثة اضعاف، وإن العمر ما بين 2-4 سنوات هو العمر الحساس للتأثر بهذه العوامل.
أهمية العامل العائلي
في سلس البول الليلي
اظهرت الدراسات ان ثلث الأطفال المصابين، لديهم قصة سلس بول ليلي عند الأب، وأن خمس المصابين لديهم قصة تبول ليلي عند الأم. ويشير هذا الحدوث الى أن الأطفال سيصابون بالسلس البولي بنسبة 77 في المئة، إذا كان الأبوان لديهما قصة سلس ليلي. ورغم ذلك فإن حوالي 15 في المئة من الأطفال المصابين بالسلس، لا وجود لقصة عائلية لديهم.
أما العوامل العضوية فمسؤولة عن عشرة في المئة من حالات السلس الليلي وأشيع هذه الأسباب هي الانتانات البولية والاصابات المعدية الطفيلية (الحرقص) وتضيق الصماخ البولي الظاهر.
وبقي العامل النفسي لمدة طويلة يعتبر العامل الأساسي، ولكن حالياً، وبعد فهم فيزيولوجيا التشكلات الشبكية الدماغية أصبح أقل أهمية ورغم ذلك يجب عدم إهماله على الإطلاق، وهو ذو دور محرض.
تقييم مرض السلس الليلي:
الفحص السريري العصبي والنفسي المتكامل.
الاستقصاءات المخبرية (فحص البول والوظائف العكوية).
الفحص الشعاعي (الصورة البسيطة للجهاز البولي والعمود القطني لتقصي تشوهات العمود الفقري) أو العوامل المرافقة (التصوير بالأمواج فوق الصوتية لقياس النمالة البولية).
الفحوص المتممة (التصوير الظليلي البولي والتصوير المراجع للمثانة في حال وجود سبب يستدعي مثل هذه الاستقصاءات النوعية.
التدبير
توعية الأهل بضرورة تطبيق التعليمات الطبية، وعدم معاقبة الطفل، أو تأنيبه أمام اخوته او ذويه، والتعامل مع الحالة كأي مرض آخر.
نذكر بأهمية دور الأم في تحديد تناول السوائل للطفل مساءً، إذ ينصح بالنوم باكراً مساءً، وأن يتبول الطفل قبل ذلك.
وعلى الأم أن توقظ الطفل بعد حوالي ساعة من نومه للتبول ثانية، ويطلب ايقاظه قبل نوم الوالدين ايضاً وصباحاً باكراً. ونؤكد ان على الأم التأكد من صحو الطفل تماماً، وذلك للمساهمة في تدريب الطفل على التنبه.
أما المعالجات الدوائية فهي متعددة، وأهمها بعض المركبات المؤثرة في التشكيلات الشبكية، اضافة للأدوية المؤثرة في افراز الهرمون المضاد للإدرار، وهي حصرية الاستخدام للطبيب الاختصاصي.